کد مطلب:354652 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:271

ابن الأثیر فی أسد الغابة
وقال ابن الأثیر الجزری - المتوفی سنة 630 ه‍ -:

" أم كلثوم بنت علی بن أبی طالب. أمها فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه (و آله) وسلم. ولدت قبل وفاة رسول الله صلی الله علیه (و آله) وسلم. خطبها عمر بن الخطاب إلی أبیها علی بن أبی طالب فقال: إنها صغیرة. فقال عمر: زوجنیها یا أبا الحسن، فإنی أرصد من كرامتها ما لا یرصده أحد. فقال علی: أنا أبعثها إلیك، فإن رضیتها فقد زوجتكها. فبعثها إلیه ببرد فقال لها: قولی له: هذا البرد الذی قلت لك. فقالت ذلك لعمر. فقال: قولی له: قد رضیت، رضی الله عنك. ووضع یده علیها، فقالت: أتفعل هذا؟! لولا أنك أمیر المؤمنین لكسرت أنفك. ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر و قالت له: بعثتنی إلی شیخ سوء! قال: یا بنیة إنه زوجك. فجاء عمر إلی المهاجرین فی الروضة - وكان یجلس فیها المهاجرون الأولون - فقال: رفئونی. فقالوا: بماذا یا أمیر المؤمنین؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علی، سمعت رسول الله صلی الله علیه (و آله) وسلم یقول: كل سبب و نسب و صهر ینقطع یوم القیامة إلا سببی و نسبی و صهری، و كان لی بن علیه الصلاة النسب و السبب، فأردت أن أجمع إلیه الصهر. فرفئوه. فتزوجها علی مهر أربعین ألفا. فولدت له زید بن عمر الأكبر ورقیة.



[ صفحه 19]



و توفیت أم كلثوم وابنها زید فی وقت واحد. و كان زید قد أصیب فی حرب كانت بین بنی عدی، خرج لیصلح بینهم، فضربه رجل منهم فی الظلمة فشجه وصرعه. فعاش أیاما ثم مات هو و أمه. وصلی علیهما عبد الله بن عمر قدمه حسن بن علی. ولما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر. أخبرنا عبد الوهاب بن علی بن علی الأمین، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أخبرنا الخطیب أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبی الصقر، أخبركم أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظیف بن عبد الله الفراء، قلت له: أخبركم أبو محمد الحسن بن رشیق؟ فقال: نعم، أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابی، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، أخبرنا یونس بن بكیر، عن ابن إسحاق، عن حسن بن حسن بن علی بن أبی طالب، قال: لما تأیمت أم كلثوم بنت علی بن أبی طالب من عمر بن الخطاب - رضی الله عنه - دخل علیها الحسن و الحسین أخواها فقالا لها: إنك ممن قد عرفت سیدة نساء المسلمین و بنت سیدتهن، و إنك و الله إن أمكنت علیا من رمتك لینكحنك بعض أیتامه، ولئن أردت أن تصیبی بنفسك مالا عظیما لتصیبنه. فو الله ما قاما حتی طلع علی یتكئ علی عصاءه فجلس، فحمد الله و أثنی علیه، و ذكر منزلتهم من رسول الله صلی الله علیه (و آله) وسلم وقال: قد عرفتم منزلتكم عندی یا بنی فاطمة، وآثرتكم علی سائر ولدی لمكانكم من رسول الله صلی الله علیه (و آله) وسلم وقرابتكم منه. فقالوا: صدقت رحمك الله، فجزاك الله عنا خیرا. فقال: أی بنیة، إن الله عز وجل قد جعل أمرك بیدك، فأنا أحب أن تجعلیه بیدی.



[ صفحه 20]



فقالت: أی أبة، إنی امرأة أرغب فیما یرغب فیه النساء، و أحب أن أصیب مما تصیب النساء من الدنیا، و أنا أرید أن أنظر فی أمر نفسی. فقال: لا و الله یا بنیة ما هذا من رأیك، ما هو إلا رأی هذین. ثم قام فقال: و الله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلین. فأخذا بثیابه فقالا: إجلس یا أبة، فو الله ما علی هجرتك من صبر. إجعلی أمرك بیده. فقالت: قد فعلت. قال: فإنی قد زوجتك من عون بن جعفر، و إنه لغلام وبعث لها بأربعة ألف درهم، و أدخلها علیه.أخرجها أبو عمر " [1] .


[1] أسد الغابة 5 / 614.